الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية هل يؤدي تشتت القوى الديمقراطية الى استنساخ نتائج انتخابات 2011؟

نشر في  02 جويلية 2014  (10:54)

كيف يقرأ بعض المحللين السياسيين واقع الخارطة السياسية بعد الانتخابات القادمة؟ وأي مصير لانتخابات لن تتوحد فيها الأحزاب التقدمية والقوى الديمقراطية،وما سر حالة التشتت الذي تعيشه القوى الديمقراطية.أسئلة حاولنا البحث عن إجابات لها من خلال اراء بعض المحلليين والمختصين في الشأن السياسي التونسي.

نزيهة رجيبة (حقوقية): هناك أحزاب هجينة همّها الكراسي

اعتبرت أم زياد أنها فعلا وإن هالتها حالة تشرذم القوى الديمقراطية و عجزها عن توحيد صفوفها لتكوين جبهة انتخابية موحدة لكنها في المقابل ذكرت بان أحزاب كثيرة كانت مشاريع أحزاب كبيرة وقوية قادرة على فرض جبهة تقدمية لكن طموحات الزعيم التي تسكن البعض من قادتها أفرزت لنا وللأسف أحزابا هجينة وضعيفة همها الكراسي بل أكثر من ذلك تعتقد أم زياد أن أحزابا كثيرة وعوض البحث عن أطر وأرضية لتكوين جبهة انتخابية تقدمية إلا أنها تعول على عنصر المفاجأة،وأشارت إلى أن حالة الاستقطاب الثنائي الذي صاحبته عملية تجييش إعلامي كبير يذكرنا بما حدث في مصر ولكنه بأقل حدة واحتشام . أم زياد اعتبرت أيضا أن مؤسسات ما يسمى بسبر الأراء وإن لا تتهمهم بالانحياز المفضوح لحزب دون اخر إلا أنها أشارت إلى أنها لاتعطي فكرة حقيقية عن اتجاه الانتخابات ومصيرها.
وشبهت أم زياد بعض الأحزاب بالدكاكين التي يسعى كل منها إلى ترويج بضاعته وحيدا كي يجني الأرباح وفاتهم أنه كان عليهم التوحد لأنه بانقسامهم سوف لن يتقاسموا سوى الفشل الذريع .كما اعتبرت أم زياد أنها لا تعتقد أن تلك الأحزاب التي تنفخ فيها وسائل الإعلام هي بذاك الحجم الحقيقي مضيفة مثلما لم تصدق مؤسسات سبر الاراء في انتخابات 23 أكتوبر الماضية،فأنا لا أعتقد أنّها ستوفق هذه المرة أيضا وختمت بقولها: «أنا أريد أن أذكر بأن النهضة عندما فازت في الانتخابات الماضية لم تحكم كما تشاء ولم تمل توجهاتها على الشعب،فقد وجدت مجتمعا مدنيا قويا وإعلاميين أحرار ونزهاء عارضوها .مثلما عارضتها الأحزاب لذلك أنا أدعو أحزاب المعارضة حتى وإن لم تتوحد في جبهة انتخابية أن تضل قوية لأن إعادة سيناريو الديكتاتورية قد يعاد مرة أخرى في الانتخابات القادمة « وأضافت «لكل ذلك أوصي الشعب أن يظل يقظا».

 نورالدين المباركي (إعلامي): لن نبتعد كثيرا عن نتائج 2011

 أولا من المهم الاشارة إلى ان خريطة التحالفات للانتخابات المقبلة مازالت لم تتشكل بعد بشكل واضح ، ما يحدث الآن هو بمثابة المخاض الذي سيفرز إما تحالفات انتخابية أو تواصل حالة الانقسام و التشرذم.»وأضاف المباركي أن ما يلفت الانتباه في هذه المرحلة هي الحالة التي عليها الأحزاب التي تصنف نفسها في خانة الاحزاب الديمقراطية ، حالة وصفها بأنها غير عادية مقارنة ، أولا: بخطابها و تقييمها لنتائج انتخابات 23 أكتوبر 2011 ، وثانيا: بحالة الالتقاء الواسع الذي جمعها خاصة بعد اغتيال محمد البراهمي في اطار جبهة الانقاذ الوطني.
حيث كانت أغلب المؤشرات ( بما في ذلك التصريحات المعلنة) تؤكد أن هذه الأحزاب استوعبت الدرس وانه لا خيار أمامها الا التوحد و التوجه كتحالف موحد نحو الانتخابات ، لكن الصورة اليوم عكس ذلك . ثمة عدة أسباب يمكن أن تفسر هذه الحالة.
أولا : جانب تاريخي يتعلق بمحدودية ثقافة العمل المشترك و تنسيق التحالفات والحفاظ على استمراريتها.
 ثانيا : جانب ذاتي يتعلق بسوء تقدير الامكانات والقدرات الذاتية، بعض الأحزاب من خلال انشطتها الميدانية وحضورها الاعلامي يذهب بها الاعتقاد أنها تحولت الى قوة انتخابية قادرة بمفردها على احداث الفارق والمنافسة.
 ثالثا: أن أغلب هذه الأحزاب لا تضم بين صفوفها العدد الكافي من الكوادر القيادية الذي ينظر للمسائل في شموليتها و قادر على ضبط استراتيجية دقيقة . أعتقد انه اذا تواصل المشهد كما هو عليه الآن أي قبل نحو 4 أشهر من الانتخابات فإن نتائج الانتخابات لن تكون بعيدة عن نتائج 23 أكتوبر 2011» .

 جوهر بن مبارك (أستاذ القانون الدستوري): تشرذم واضح

يعتبر أستاذ القانون الدستوري جوهر بن مبارك أن المشهد السياسي الحالي يشهد عديد العائلات السياسية المتناقضة والتي فعلا لا يمكن لأغلبها على الأقل تشكيل تحالفات انتخابية،فالنهضة والتي تمثل الأحزاب المحافظة تهيمن لوحدها على الساحة السياسية في حين يعلم الجميع أن كثيرا من الأحزاب من نفس العائلة الفكرية لكن حضورها بقي محتشما ومحدودا والمفارقة العجيبة أنه لا يوجد أدنى تقارب بينها وبين حركة النهضة،وهناك العائلة التقدمية والتي توصف باليسار الوسطي والذي ظل متشرذما وأحزاب غير قادرة على أن تجد لنفسها تعبيرة سياسية وانتخابية موحدة تمثلها كثير من القوى الشعبية كالحزب الجمهوري والتحالف الديمقراطي أما بالنسبة للأحزاب التقدمية كالمسار والحزب الاشتراكي وغيرهما فإن قراءتهما للمشهد السياسي خاطئة فهما يعتبران أن حزب نداء تونس قرر الدخول للاتتخابات بهويته السياسية الحقيقية وفتح الباب على مصراعيه للخروج من الاتحاد من أجل تونس .
تفاؤل.. ولكن
 في المقابل بدا بن مبارك متفائلا بمستقبل القوى الديمقراطية في الانتخابات القادمة حيث كشف لنا أن مؤشرات كثيرة منها دعوة حزب العمال إلى تشكيل جبهة تقدمية واسعة وكذلك المفاوضات بين حزب المسار والجبهة الشعبية ودعوة الأستاذ احمد نجيب الشابي إلى عقد مؤتمر عاجل من أجل لم شمل القوى التقدمية في جبهة انتخابية .لأن هناك قناعة لدى الكثير من السياسيين أن حالة الاستقطاب الثنائي ستفرز في الانتخابات القادمة برلمانا يهيمن عليه حزبي النهضة ونداء تونس،وأشار إلى أن عدم توحد القوى التقدمية الديمقراطية ستكون نتائج الانتخابات مفتوحة على كل الاحتمالات لعقد الصفقة واقتسام السلطة بين النهضة والنداء وضعف تمثيلية الأحزاب سيؤدي إلى اندثار أغلب الأحزاب الأخرى وسيخرجون بحفي حنين من الانتخابات وبصفر من المقاعد. ويذهب بن مبارك إلى أبعد من ذلك عندما ينبه إلى أن الامتناع عن التصويت في الانتخابات القادمة لن يخدم سوى حركة النهضة،وحركة نداء تونس لأن الناخبين الذين لا يريدون النهضة سيختاروا التصويت لنداء تونس وكل من لا يريد عودة التجمعيين سيصوت لحركة النهضة. وهذا بسبب تعنت القوى الديمقراطية وعجزها تن توحيد صفوفها.

عبد اللطيف العبيدي